يمر الأطفال في فترة المراهقة بتغيرات سريعة في نموهم الجسدي والعقلي والعاطفي والاجتماعي. ويمكن لهذه التغييرات أن تؤثر على طريقة شعورهم وتفكيرهم وتفاعلهم مع الآخرين. قد يكون لسلوكياتهم وقراراتهم المتخذة خلال هذه الفترة عواقب صحية يمكن أن تؤثر على مسار حياتهم. يمكن للوالدين مساعدة طفلهم المراهق في توفير حياة صحية والاستفادة من طفرة النمو الكبيرة والأخيرة من خلال التغذية الجيدة. 

المراهقة هي فترة التغيرات والتطورات السريعة. لنتعرف على بعض التغيرات التي تحدث خلال هذه الفترة:

1. تغيرات جسدية مثل زيادة الطول والكتلة العضلية.
2.  تقلبات الوزن بسبب تغير ونمو الجسم. يمكن أن يؤثر ذلك أيضاً على عادات الأكل (مثل زيادة الشهية).
3.  تغيرات تنموية في الدماغ والتي تؤثر على الاستجابات العاطفية، وتنظيم النوم، واتخاذ القرار.
4.  زيادة القدرات المعرفية والفكرية مثل تطوير مهارات تفكير أفضل، فهم الأفكار المعقدة، وفهم وجهات نظر الآخرين.

يمر المراهقون بتغيرات كبيرة تؤثر على أفكارهم وسلوكياتهم. يمكن للأشخاص المقربين جداً من المراهقين التأثير على هذه التغيرات ولعب دور مهم في مساعدتهم على تبني عادات صحية مثل التغذية الجيدة. تشمل فئة المؤثرين الرئيسيين الآباء وأفراد الأسرة والأصدقاء والمدرسين ومقدمي الخدمات والبالغين الموثوق بهم (مثل المدربين والموجهين وغيرهم)⁵. رغم أن الآباء قد لا يفكرون أو يشعرون بأنهم يؤثرون على أطفالهم، إلا أن لهم دور كبير في ذلك.

يستطيع الوالدان مساعدة أبنائهم المراهقين على الاستفادة من فترة النمو السريعة والأخيرة خلال فترة المراهقة واغتنام الفرصة لتحقيق إمكانات الطول الوراثي من خلال التواصل معهم ودعمهم بالتغذية الجيدة يومياً.

تشمل الطرق التي يمكن للوالدين من خلالها دعم أطفالهم:

1. ثقفوا أنفسكم: تحدثوا إلى أحد متخصصي الرعاية الصحية أو ابحثوا عن معلومات موثوقة لتعرفوا نوع الأطعمة والمواد المغذية التي يجب تقديمها لأطفالكم لدعم نموهم.
2.  تواصلوا مع المؤثرين الحقيقيين: تواصلوا بانتظام مع معلمي طفلكم أو مدربيه أو غيرهم من المؤثرين للتأكد أنهم يحصلون على الدعم الجسدي والعقلي والعاطفي والاجتماعي اللازم.
3.  وفروا الأطعمة المغذية: الآباء عادةً هم الذين يقومون بالتسوق لإحضار الطعام، لذلك لا تنسوا أن توفروا لأبنائكم المراهقين الغذاء الكامل وتشجيعهم على تناول العناصر الغذائية الأساسية للنمو، مثل البروتينات عالية الجودة والكالسيوم وفيتامين K2 والتي تتوفر في اللحوم الخالية من الدهون أو منتجات الألبان أو المشروبات المغذية أو مخفوق البروتين وإضافتها للنظام الغذائي لأطفالكم.
4.  تواصلوا مع أبنائكم المراهقين: أفضل ما يقوم به الوالدين هو التحدث مع أطفالهم حول أهمية التغذية وشرح فوائدها لهم، وأنها تساعدهم جداً على النمو، وبذلك سيفهم المراهقون معنى التغذية الجيدة وسيبنون عادات غذائية صحية في وقت مبكر من حياتهم.

من خلال فهم التغيرات الحاصلة في مرحلة المراهقة، وبناء علاقات قوية مع أطفالكم والتركيز على التغذية الجيدة، يمكن للوالدين مساعدة أبنائهم المراهقين على تحقيق أساس صحي في الحياة.

إن جعل ابنكم المراهق يتناول طعاماً صحياً لا يعني مطالبته بالتخلي عن جميع الأطعمة المفضلة لديه. بل وبكل بساطة قدموا له مجموعة متنوعة من الأطعمة تشمل المجموعات الغذائية الأربع مع تقليل كمية الأطعمة والمشروبات التي تحتوي على نسبة عالية من الدهون والسكر، مثل المشروبات الغازية والبسكويت والكيك والأطعمة المقلية. إليكم بعض النصائح لتحسين العادات الغذائية:

• اجعلوا وجبة الإفطار عادة يومية - إن تخطي وجبة الإفطار يخفض نسبة السكر في الدم ويؤثر على الصحة.
• اجعلوا وقت تناول الطعام مع العائلة أولوية لكم - كونكم القدوة الصحيحة لأبنائكم المراهقين هو الخطوة الأولى لمساعدتهم في اكتساب عادات غذائية صحية.
• اجعلوا أبناءكم المراهقين يشاركون في التخطيط للوجبات لمنحهم الشعور بالمسؤولية.
• ابدؤوا بتغييرات صغيرة ثم اجعلوها تكبر تدريجياً - كأن تبدؤوا باستبدال خياراً قليل العناصر الغذائية بأطعمة أو مشروبات غنية بالعناصر الغذائية.

اجعلوا طفلكم يتناول مكملات غذائية متكاملة ومتوازنة وجاهزة للشرب.

تساعد المكملات الغذائية الجاهزة للشرب المراهقين على تكملة غذائهم (مثل الأشخاص الذين يعانون من ضعف الشهية)، ويمكن استبدالها بالأطعمة والمشروبات غير الصحية وتناولها لدعم أنشطتهم الرياضية. اختاروا لابنكم المراهق المكملات الغذائية الجاهزة للشرب بحيث تلبي احتياجاته المتزايدة من العناصر الغذائية الأساسية خلال فترة نموه المتسارعة. كما ستوفر المكملات الغذائية الجاهزة للشرب الكاملة والمتوازنة مجموعة كبيرة من العناصر الغذائية والتي ستكون أكثر فائدة من المشروبات التقليدية قليلة العناصر الغذائية.