هناك طرق مختلفة لفطام الطفل، وهي رحلة تستغرق عدة أشهر. باعتباركِ أماً جديدة، قد يتبادر إلى ذهنكِ أسئلة تتعلق بموعد البدء بتناول الطعام الصلب لطفلكِ. وما هي كمية الطعام الصلب التي يجب اعطاءها للطفل؟ والأهم من ذلك، ما هي أنواع الأطعمة الآمنة للطفل؟ هل يجب أن تقلقي بخصوص الحساسية الغذائية التي قد يصاب بها طفلكِ؟

سيجيب دليل فطام الطفل أدناه على أسئلتك حول الأطعمة للطفل.

متى تبدأين بتقديم الطعام لطفلكِ؟

يبدأ معظم الأطفال بالفطام عندما يبلغون ستة أشهر من العمر. راقبي طفلكِ ولاحظي أي علامات تدل على نموه، مثل القدرة على الجلوس بشكل مستقيم، والحفاظ على ثبات الرأس والرقبة، والقدرة على بلع الطعام (بدلاً من بصقه)، وزيادة التنسيق بين اليد والعين. قد يبدأ طفلكِ بإمساك الأشياء الصغيرة ووضعها في فمه. وبمجرد أن يُظهر الطفل هذه القدرات، يكون وقتها مستعداً لبدء عملية الفطام.¹

كيف يبدأ الطفل بتناول الطعام ؟

في البداية، يمكنكِ إطعام طفلكِ نصف ملعقة صغيرة إلى ملعقة صغيرة فقط ²من المواد الصلبة المهروسة أو المخلوطة أو الناعمة يومياً.

من عمر 7 إلى 9 أشهر، يمكنكِ إعطاء طفلكِ حتى 3 وجبات يومياً. خلال هذا الوقت، زودي كمية الطعام تدريجياً إلى 5-10 ملاعق صغيرة لكل وجبة²، أو ما يعادل 1.5 ³أونصة من الطعام لكل وجبة.

ما هو الطعام  الذي يستطيع طفلكِ البدء به؟ 

غالباً ما تكون حبوب الأرز المدعمة بالحديد هي الغذاء الأنسب لفطام الطفل فهي آمنة جداً للأطفال وصديقة لهم، وهي أقل خطورة في التسبب في الحساسية. أطعمي طفلكِ الخضار والفواكه لتوفير فيتامين سي الذي يعزز من امتصاص الحديد.

عندما ينمو طفلكِ ويعتاد على المزيد من المواد الصلبة، يمكنكِ البدء في تقديم البروتينات ¹⁶ مثل الدجاج، والأطعمة التي قد تسبب الحساسية مثل البيض ومنتجات الألبان والقمح والمكسرات والأسماك. استشيري الطبيب إذا كان هناك تاريخ عائلي قوي للإصابة بالحساسية، أو تاريخ شخصي لمشاكل الحساسية¹ الأخرى.

تحديد أنواع الحساسيات الغذائية

عادة ما تتطور الحساسية - بما فيها الحساسية تجاه الطعام - في وقت مبكر من الحياة وقد تتطور في وقت مبكر من مرحلة الطفولة.⁴

هناك بعض الأطعمة أكثر حساسية من غيرها مثل⁵:

• حليب البقر
• البيض
• المكسرات
• الصويا
• الأطعمة التي تحتوي على الغلوتين (القمح والشعير والشيلم)
• السمك
• المحار

عندما تقدمين طعاماً صلباً جديداً لطفلكِ، راقبي أعراض حساسية الطعام لديه. يمكن أن تظهر ردود الفعل التحسسية تجاه الطعام على النحو التالي:^5،6

• مشاكل الجلد: حساسية الجلد، والطفح الجلدي، والتورم
• مشاكل في العين والأنف والحنجرة: سيلان أو انسداد الأنف، واحمرار العيون، والعطس، والتنفس مع الصفير، والسعال، وضيق الحلق
• مشاكل في المعدة: الغثيان والقيء والإسهال

لا تنسي أن الحساسية الغذائية تختلف عن عدم تحمل الطعام أو حساسية الطعام. ⁶ تحدث ​​الحساسية الغذائية بسبب رد فعل الجهاز المناعي المفرط تجاه مواد معينة. بينما عدم تحمل الطعام أو عدم الشعور بالطعام يحدث نتيجة صعوبة هضم بعض الأطعمة. وتشمل أعراض عدم تحمل الطعام آلام البطن، والانتفاخ، وإطلاق الريح، والإسهال، والطفح الجلدي، والحكة.

إذا كان طفلكِ يعاني من الحساسية، يمكنكِ إجراء اختبار خاص بالحساسية لطفكِ لتحددي مسببات الطعام، مثل إجراء اختبارات الدم واختبارات حساسية الجلد في أي عمر، حتى لو كان طفلاً رضيعاً.^8-9

طريقة المكون الواحد

كقاعدة عامة، ابدأي بالفطام باستخدام الأطعمة المكونة من مكون واحد. ¹ لأنها ستجعل من السهل تحديد نوع الحساسية لدى طفلكِ، إن وجد.

قدِّمي الأطعمة المكونة من مكون واحد واحدة تلو الأخرى، كل 2-3 أيام.² يعتبر الموز المهروس، أو الأفوكادو، أو البطاطس الحلوة، أو قطع البروكلي الصغيرة، أو القرنبيط، أو الجزر خيارات ممتازة للبدء بها.

بمجرد تناول الأطعمة التي قد تسبب الحساسية (البيض، أو منتجات الألبان، أو المكسرات، أو القمح، أو الأسماك)، أعطي طفلكِ كميات صغيرة منها فقط. ⁵ راقبي طفلكِ لمعرفة ما إذا كانت هناك ردود فعل سلبية أو حساسية، والتي تظهر غالباً على شكل طفح جلدي أو أكزيما أو تورم في الجلد أو إسهال أو قيء. ^5-6 وإذا لم تلاحظي أي علامات للحساسية، يمكنكِ البدء في تقديم هذه الأطعمة في النظام الغذائي المعتاد لطفلكِ.⁵

التعامل مع الحساسية الغذائية لدى الأطفال

قد يكون التعامل مع أو مراقبة الحساسية الغذائية لدى الأطفال تحدياً كبيراً. ولكن من خلال تزويدكِ بالمعلومات الصحيحة، يمكنكِ المساعدة في تقليل أو تجنب حدوث الحساسية تماماً. إليكِ بعض النصائح المفيدة التي يجب وضعها في الاعتبار:

• علم الوراثة: قد يكون طفلكِ عرضة للحساسية الغذائية إذا كان أحد الوالدين يعاني من حساسية تجاه بعض الأطعمة. ولكن هذه ليست قاعدة ثابتة.¹¹ لأنه لا يزال بإمكانكِ إدخال الأطعمة التي قد تسبب الحساسية إلى النظام الغذائي لطفلكِ باستخدام طريقة المكون الواحد كما هو موضح أعلاه.
• دمج الأطعمة التي قد تسبب الحساسية في نظام طفلكِ الغذائي المعتاد: إذا لم يُظهر على طفلكِ أي ردود فعل سلبية تجاه الأطعمة المسببة للحساسية، فابدأي بإعطائه الطعام مرتين في الأسبوع. إن إعطاء طفلكِ نوعاً من الطعام ثم إبعاد هذا الطعام عن نظامه الغذائي قد يزيد من خطر الإصابة بحساسية تجاه هذا الطعام. ¹² يجب إدخال هذه الأطعمة المسببة للحساسية تدريجياً ضمن خطة وجبات طفلكِ قبل أن تصبح جزءاً منتظماً من نظام غذائي متنوع ومتوازن.
• تقديم الأطعمة التي قد تسبب الحساسية قبل أن يبلغ الطفل عامه الأول: أظهرت الأبحاث أن إدخال الأطعمة التي قد تسبب الحساسية بين عمر 6 إلى 12 شهراً قد يقلل من خطر الإصابة بالحساسية الغذائية. لذلك، فإن منع طفلكِ من تناول هذه الأطعمة بعد أن يبلغ عامه الأول قد يزيد من خطر الإصابة بالحساسية تجاه هذه الأطعمة.
• الحفاظ على صحة الأمعاء الجيدة. يقع ٧٠٪ من الجهاز المناعي في الأمعاء، حيث تتفاعل الخلايا المناعية مع الميكروبيوم.¹⁵ وقد لاحظت الدراسات أن الأطفال الذين لا يعانون من الحساسية الغذائية، والأطفال الذين تجاوزوا حساسيتهم الغذائية، أنهم يتمتعون بصحة جيدة لبكتيريا الأمعاء، مما يشير إلى أن صحة الأمعاء في مرحلة الطفولة تلعب دوراً هاماً في منع أو تقليل حدوث الحساسية الغذائية. ^13-14 تأكدي خلال عملية الفطام من تقديم الفواكه والخضروات والحبوب الغنية بالألياف لطفلكِ لتشجيع نمو البكتيريا الجيدة في الأمعاء. كما يساعد البروبيوتيك المُصمم خصيصاً للأطفال في الحفاظ على ميكروبيوم أمعاء متنوع وصحي.

منع الإصابة بالحساسية الغذائية لدى الأطفال

إذا كان طفلكِ يعاني من حساسية تجاه بعض الأطعمة، توقفي فوراً عن إعطائه هذه الأطعمة. تحقق دائماً من ملصقات أغذية الأطفال لتعرفي ما هي قائمة المكونات. استشيري طبيب الأطفال للحصول على المشورة، واطلبي منه أن يزودكِ بخطة مناسبة للتعامل مع الحساسية.

لحسن الحظ، فإن معظم أنواع الحساسية الغذائية تختفي في مرحلة الطفولة المبكرة. تختفي حوالي 80 إلى 90 بالمائة من حساسية البيض ومنتجات الألبان والقمح وفول الصويا بمجرد وصول الأطفال إلى سن الخامسة. لكن هناك بعض أنواع الحساسية التي لا تختفي مدى الحياة مثل الحساسية تجاه المكسرات أو المأكولات البحرية.⁶

اتخاذكِ للتدابير الصحيحة منذ البداية سيساعد طفلكِ على الاستمتاع بمجموعة متنوعة من خيارات الطعام والمواد المغذية لدعم نموه السريع في مرحلة الطفولة المبكرة. اتبعي هذه النصائح الخاصة بفطام الطفل، واستمتعي برحلة اكتشاف متعة الطعام والنكهات اللذيذة مع طفلكِ الصغير.

المصادر:
¹ متى وماذا وكيف يتم تقديم الأطعمة الصلبة - مركز السيطرة على الأمراض. آخر مراجعة للمعلومات في 18 يناير 2022.
²  مراحل الفطام – موقع Our Health Service. آخر مراجعة للمعلومات في 19 يناير 2022.
³  تغذية طفلكِ: السنة الأولى – كليفلاند كلينك. آخر مراجعة للمعلومات في 19 يناير 2022.
⁴ ما الذي يسبب الإصابة بالحساسية؟ – مركز كارولينا للربو والحساسية. آخر مراجعة للمعلومات في 21 يناير 2022.
⁵الحساسية الغذائية لدى الرضع والأطفال - هيئة الخدمات الصحية الوطنية. آخر مراجعة للمعلومات في 21 يناير 2022.
⁶ الحساسية الغذائية لدى الأطفال - Healthy Children. آخر مراجعة للمعلومات في 21 يناير 2022.
⁷ عدم تحمل الطعام - هيئة الخدمات الصحية الوطنية. آخر مراجعة للمعلومات في 21 يناير 2022.
⁸اختبار جلد الأطفال في عمر مبكر – المنظمة العالمية للحساسية. آخر مراجعة للمعلومات في 21 يناير 2022.
⁹اختبار الحساسية عند الأطفال: ما هو الاختبار ومتى نقوم به؟ – طب الأطفال الحديث. آخر مراجعة للمعلومات في 21 يناير 2022.
¹⁰ الحساسية الغذائية لدى الأطفال – مركز هوبكنز الطبي. آخر مراجعة للمعلومات في 18 يناير 2022.
¹¹الأطفال والحساسية – موقع Kids Health. آخر مراجعة للمعلومات في 9 فبراير 2022.
¹² كيفية تقديم الأطعمة الصلبة للأطفال للوقاية من الحساسية – ASCIA. آخر مراجعة للمعلومات في 9 فبراير 2022.
¹³ ميكروبات الأمعاء هي الحل الأمثل لمشاكل الحساسية الغذائية - آخر مراجعة للمعلومات في 15 فبراير 2022.
¹⁴ البيانات المأخوذة من التوائم تشير إلى أن بكتيريا الأمعاء مهمة في الحساسية الغذائية - مركز ستانفورد الطبي. آخر مراجعة للمعلومات في 15 فبراير 2022.
¹⁵ إذا كنتِ ترغبين في تعزيز المناعة، فاعتني بصحة الأمعاء – UCLA Health. آخر مراجعة للمعلومات في 15 فبراير 2022.
¹⁶ _{https://www.healthhub.sg/live-healthy/1227/baby-getting-ready-for-solids. آخر مراجعة للمعلومات في 03 مارس 2022}